,,إعتذار،،
(في مقالتي لا أقصد التقليل من شأن القارئ بأي شكل من الأشكال، إنما هي دعوةٌ لـ" وذكّر فإن الذِكرى تنفعُ المؤمنين")
هتافات تعلو بها الحناجر، تطالب دائماً بالتحسين، تذمّر، ثوراتٌ شعبيةٌ تكتسح اﻷيام. "الشعب يريد زيادة الخبز!"، "الشعب يريد زيادة الخبز!". يتقاسمون جالونات الماء للسباحة والشرب والغسيل، وذلك بسبب كثرة الصدأ في صنابير المياه! أين الماء؟!.. ملابسهم لا تخلوا من بصمات العز القديم الممتزجة برِقعات الحاضر اﻷليم. عندما يذهبون لزيارة أحد سطوح البنايات المرتفعة، يستمتعون بنسمات الهواء العليلة الخالية من التلوّث والضجيج؛ فقد انخفضت مبيعات
السيارات بنسبة 95% مما يؤدي إلى نُدرة عوادمها وقِلّة ضجيجها. نعم، فكيف يتسنى لهم شِراء سيارة بأﻵف الريالات ودخلهم الشهري 400 ريال تقريباً!. الحرارة قاتلة قد تصل إلى 60 درجةٍ مئوية، وزاد التصحّر بنسبة 50% إذا لم تكن أكثر. أحدهم أغمض عينيه ورَجِع...
رَجِع بالذاكرة إلى الوراء... قبل 15 سنة...
فَتِح عينيه ليرى نفسهُ في أحد مقاهي "ستاربكس"، وبيده كوب بحجم جراند من الفراباتشينو، تذمر على العامل الجديد ﻷنه وضع القليل من الكريمة في أعلى الكوب، وقال له: " ياحمار، ألف مرة قلتلك لا تحط كريمة!"، علماً بأن العامل ليس له إلّا يومين منذ إبتدأ العمل في المقهى!. أخذ الكوب ورماه في القمامة وخرج مستاءاً إلى أحد الإستراحات ولِعب وسَهر وضحك وبلاكبيري وبلايستيشن ووو...
تقدمت الذاكرة عائدةً إلى الحاضر المُر...
وجاءت عجوز وأيقضته من حُلمه الجميل لتقول له: " قم، جب لنا خبر!!". فقام متهالكاً وهو يردد: "آآآه وين العز؟".
أقصوصةٌ لاتخلو من الدراما الغير مرغوبة، فكم منكم شكر الله حين قرأ هذه الأقصوصة... أحبتي، أقصوصتي لا تتحدث عن الصومال أو ليبيا أو النيجر، إنها تتحدث عنك أنت في أقفاص بلدك، في عُقر دارك، في مملكتك العربيةُ السعودية!. قد لايُعجبك هذا المستقبل المخيف فأنا مثلك تماماً، أرى بما ترى عيناك، فهو لا يعجبني كذلك. ولكن هل تعلم بأن العالم سئم من نفطك وأسعاره المتزايدة؟ هل تعلم بأنهم وجدوا طرقاً لجعل نِفطك في معدتك فقط؟هل تعلم أنهم بدأو بالتوجه للطاقة البديلة بدلا من نفطك؟ هل وضعت خُططاً للمستقبل كما وضعوها هم؟ بالطبع لا. فكيف سنُجِيب بنعم ما دام الغالب فينا يستكبر على النعمة. كيف سنُجِيب بنعم ما دام الغالب فينا يُعامل من بَنَى له دولتهُ كاملةً كـ( الهندي، البنجلاديشي، الباكستاني ) بمعاملة الحشرات. عُذراً فأنا أرى مانقوم به كُلّ يوم. عُذراً فنحن لم نتأمل قوله تعالى في سورة القصص: ( وَكَم أَهلَكنَا مِن قَريَةٍ بَطِرَت مَعِيشَتَهَا فَتِلكَ مَسَاكِنُهُم لَم تُسكَن مِّن بَعدِهِم إلَّا قَلِيلاً وَكُنَّا نَحنُ الوَارِثيِنَ).
ماذا ستفعل بعد أن تتأمل هذه اﻵية المباركة؟ هل ستستغل وقتك وطاقتك وجهدك إستعداداً لمواجهة رِقعة ثوبك في المستقبل؟ أم ستكون مثلي تتناول قهوتك وتقرأ الفنجان!!!
ملحوظة: النسب المطروحة في الأُقصوصة غير مبنية على دراسة حقيقة إنما هي ﻷخذ الحذر لا أكثر..
أخوكم/ أحمد خالد النعيم
ملحوظة: النسب المطروحة في الأُقصوصة غير مبنية على دراسة حقيقة إنما هي ﻷخذ الحذر لا أكثر..
أخوكم/ أحمد خالد النعيم