غرفة طعام، قد تكون أقرب الى مسمى غرفة المعيشة حيث يجتمع أفراد العائلة بشكل مستمر، أمي تشاهد فيلم في قناة تليفزيونية معروفة، الفيلم يروي لأمي قصة جنود الأمم المتحدة الأمريكية وكيف تغلبوا بإمانهم بالمسيح على الأطباق الطائرة القادمة من مجرّة غير معروفة لغزو الأرض، حقاً إنهم أبطال وفرسان هذا الكون. أرى أختي
بيدها هاتف من نوع أيفون تقلب بين برامجه الكثيرة، تارةً تتحدث مع زميلاتها في قروب ورديّ لطيف في أحد البرامج كثيرة الشعبية، وتارةً أخرى تهيم بمشاهدة مقاطع الفيديو على اليوتيوب التي لاتنتهي. قاطعتني وقالت لي: " شوف هذا برنامجي المفضل على اليوتيوب ( الستاند أب كوميدي فلان ابن فلان )"، قلت: "وش يتكلم عنه؟"، ردت: " أمممم ينكت!"، فتبسمت وأكملت يداي ما كانتا تشتغلان به. بعد ذلك توجهت إلى صالة المنزل وتقع في الطريق المؤدية إلى غرفة الطعام، وأرى بها أبناء وبنات إخوتي مجتمعين على لعبة مسلّية على جهاز الأيباد حيث تأمرهم لعمل علاقة بين شخصيتين وإنجاب طفل لكي تكتمل المرحلة بنجاح. أرى الجميع سعداء، سعادة أسيرة في الصدور وليست منتشرة في المكان، هذا لو سُميت سعادة حقاً.
بيدها هاتف من نوع أيفون تقلب بين برامجه الكثيرة، تارةً تتحدث مع زميلاتها في قروب ورديّ لطيف في أحد البرامج كثيرة الشعبية، وتارةً أخرى تهيم بمشاهدة مقاطع الفيديو على اليوتيوب التي لاتنتهي. قاطعتني وقالت لي: " شوف هذا برنامجي المفضل على اليوتيوب ( الستاند أب كوميدي فلان ابن فلان )"، قلت: "وش يتكلم عنه؟"، ردت: " أمممم ينكت!"، فتبسمت وأكملت يداي ما كانتا تشتغلان به. بعد ذلك توجهت إلى صالة المنزل وتقع في الطريق المؤدية إلى غرفة الطعام، وأرى بها أبناء وبنات إخوتي مجتمعين على لعبة مسلّية على جهاز الأيباد حيث تأمرهم لعمل علاقة بين شخصيتين وإنجاب طفل لكي تكتمل المرحلة بنجاح. أرى الجميع سعداء، سعادة أسيرة في الصدور وليست منتشرة في المكان، هذا لو سُميت سعادة حقاً.
( أجساد بلا أرواح )، عنوان يصف المشهد الماضي ببلاغة كبيرة، حيث أن أجسادهم مجتمعة تحت سقف واحد بينما هامت أرواحهم إلى أقاصي البلاد، فمنهم من ذهب إلى صالة المغادرة لقص تذكرة سفره إلى مسلسله المفضل في كوريا ومنهم من ذهب إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وهاهم قد رحلوا بلا وداع وبلا أمتعة، وبعد قضاء ساعات كثيرة هاهم يرجعون من رحلاتهم وقد مُلئوا بالأمتعة ولكنها أمتعة مختلفة قليلاً، لا تُحمل باليد بل بالرأس مُقفل عليها بداخل الدماغ. رجعوا وقد رجعت معهم أفكار مختلفة لا تسمن ولا تغني من جوع، وهاهي ملابسهم تتغير، أكلهم يتغير، أخلاقهم ودينهم يتغيرون بعد كل رحلة و عودة، بعضهم قد يحزن, والبعض الآخر قد يسعد، والبعض قد يكره رجال الدين والسياسة، وبعضهم قد يحب الإنحراف تماماً بعد العودة من الرحلة.
كثرت الوسائل والهدف واحد ( التضليل )، حيث أن الإعلام المرئي والغزو الثقافي وسيلتان لهم من القوة ما يغلب على أقوى الرؤوس النووية، ولا يعلم سر هذه القوة الّا القِلّه، وهم من يسطر على الجميع بلا إستثناء، فإذا أمروا أن تكون ملابس هذه السنة بنوعٍ معين من البناطيل فستكون بكل تأكيد وبدون ردع. قُبيل الحرب العالمية الثانية وفي ألمانيا كانت جهودٌ جبارةٌ تُبذل والملايين من النقود ( مارك ألماني ) تُصرف لجمع ألوفٌ من البشر في ميادين أو ساحات فقط ليستمعوا إلى خطاب هتلر والذي كان يضللهم لإشعال فتيل الحروب بذلك الوقت، أيُّ قوةٍ هذه التي حركت الشعب وأدت إلى هذه المذابح. أما الآن فلا داعِ لجمع الناس في الميادين فهذا الزمن قد ولّى و أصبحت تُجمع في بيوتهم و بوسائل منخفضة جداً. أتمنى أن لا نمر بما مر به هؤلاء الشعوب من التضليل والتسيير.
أحبتي هل كُتب علينا أن نقف مكتوفي الأيدي و ننظر و ننتظر ما سيفعله الغير بعقولنا؟ من الحماقة أن أطلب منكم أن تقوموا بترك هذه الوسائل والنعم والعودة إلى العصور الحجرية ولكن ما دمنا مُعطلين لملكة التفكير حتماً سنكون مسيّرين. يجب أن نرى ونعي ما يدور حولنا من أحداث، يجب أن لا نتهاون ونخمل، فالخمول هو نتائج هذه اللعبة.
(عذراً أحبتي فلن استطيع أكمال الموضوع فسأذهب لإحضار والدتي من المطار!!!).
سأدع إتمام الموضوع لأخي الموهوب أمين رعيان في هذا الفيديو
بقلم أخوكم/ أحمد خالد النعيم @al_lobby
الفيديو/ أمين رعيان @ameen_r