شهور مضت لم تكن حياتي قبلها سوى حياة شاب عادي، يؤمن بأن الحياة مجرد طريق معهود، نمشي عليه مثلما مشى عليه آبائنا الأولون. لم تتجاوز طموحاتي سوى الحصول على ما أريده في الغد القريب ( سيارة فخمة، هاتف متطور، السفر إلى دول لم أرى إلَا صورا لها،... إلخ.)، بالفعل " شخص عادي "
لم أتميز عن غيري سوا ببعض الخصال الطفيفة كالتي تغيِّر النفوس البشرية عن بعضها البعض. بمعنى آخر لا يختلف بطبيعة الحال عن المعنى السابق، لم تكن حياتي سِوى ألوان رمادية في الظاهر والمضمون، حاولت عمل الكثير من الهوايات الممزقة ( الخط، الرسم، عمل البالونات الصابونية!) ولم أبدع في اي ٍ منها قط. لم أعجب بشئ سِوى اقتناء الصرخات الحديثة من التكنولوجيا ولم أعِر غيرها إهتماماً بالغاً.
لم أتميز عن غيري سوا ببعض الخصال الطفيفة كالتي تغيِّر النفوس البشرية عن بعضها البعض. بمعنى آخر لا يختلف بطبيعة الحال عن المعنى السابق، لم تكن حياتي سِوى ألوان رمادية في الظاهر والمضمون، حاولت عمل الكثير من الهوايات الممزقة ( الخط، الرسم، عمل البالونات الصابونية!) ولم أبدع في اي ٍ منها قط. لم أعجب بشئ سِوى اقتناء الصرخات الحديثة من التكنولوجيا ولم أعِر غيرها إهتماماً بالغاً.
على غير موعدٍ رأيت زميلاً وتجاذبنا أطراف الحديث فسألني بشغف: هل رشفت من كأس الحب؟ أجبته متعجباً برفع كتفيَّ للأعلى مميِّلاً رأسي قليلاً: " لا أعلم "، فرددت عليه السؤال نفسه: هل رشِفت منه أنت؟ أغمض عينيه قائلاً: " بل أدمنته ". إبتسمت متشوقاً لما سيقول لي، كان الحب كالعطر الفوّاح المنتشر في الأرجاء... أجاب بثقة: " أحببت أن أكون عظيماً "، - في الحقيقة كنت أعتقد أن تكون الإجابة من عصر قيس وليلى عصر الشوق والوله - وأتبعها قائلاً: " أحببت أن أحلم، أن أتخيل، وأن ارى نفسي رجلاً عظيماً ". ( الأحلام! ) حينها تذكرت أحلامي الطفولية ( السيارة، الهاتف، السفر... )، وتذكرت أنها كانت يوماً ما أحلاماً بوزن الريش ولكنها رغم كل شي " تحققت ", لماذا؟ لأنها أحلام، ولأنه الإصرار.
في المرحلة الثانوية درسنا علوماً و قوانين كثيرة ( قوانين فيزيائية، كيميائية، رياضية... ). تعلمت أن الكثير من القوانين تكون غالباً قوانين شاملة أي انها تُطبّق على المسائل السهلة إلى أكثر المسائل تعقيداً. ولكن لم أتعلم في هذه المرحلة ماهو أشمل و أقوى القوانين على الإطلاق ( قانون: ق = ح + ص )، الحقيقة = حلم + اصرار. كما هو الحال في العلوم الطبيعية يُطبّق هذا القانون على المسائل البسيطة و المعقدة، مثلما طَبّقتُ هذا القانون على مسئلة الهاتف المتطور الذي كنت أحلم به من قبل ونجحت، سأطبّقه على مسئلة المستشار العظيم الذي اتحرق شوقاً لرؤيته. سأرتقي بأحلامي قمم الجبال. سأجعل جسدي يسقط من كثرةِ الأحلام والأهداف في رأسي. وسأتذكر دائماً بأن المسائل الرياضية تُحل بخطوات مرتبة، سأرتب خطواتي وأنا أعلم أني سأُذهَل بالنتائج!.
بقلم/ أحمد النعيم