( ملحوظة: المقالة لا تُعبّر عن حياة الكاتب الشخصية فهي تلامس واقع المجتمع من حوله كما أنها لا تُبرّئني على كل حال! )
![](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiuwMRFdVeayRxLIIkQlbxvKSRGxDM_EnuLnLEtYHV7iZ4zjQuWlP0QcocCjBHjBaYHY7pJOj3Au7HJxQLcsTnjUL8vOPosEOtzMNCO1aYhARz5U4FVh6eMJ2Uwxg9iSLSQl_JWGy_WpFSU/s320/Discipline-Children.jpeg)
التاريخ: ٢٠١٢ م، المكان: المملكة العربية السعودية، الحالة الإجتماعية: الدولة غنيّة و ظاهرة الغِنى سائدةٌ لدى العالم إلّا للمحليّين نفسهم، المستوى الثقافي والعلمي: فوضى عارمة تحارب العقول أيضاً ولكن هذه الإشتباكات الدامية أبطالها العادات والتقاليد ضد الدين اليَسِير، النتيجة فوز العادات والتقاليد فوزاً لا ينازعه الدين فيه. ولكن دعني أُعرّف لك ماهي العادات والتقاليد فالكثير منا يمجّدها جاهلاً المعنى الحقيقي والراقي منها، فهي مجموع السلوكيات الثقافية التي تخص الأسرة أو القبيلة أو المجتمع الذي ننتمي إليه والتي نرثها من الأجيال السابقة وتميزنا عن بقيّة المجتمعات، منها عادات أصيلة كاللباس التقليدي والزيارات مثلاً، ومنها ماهو نتيجة حرب العقول في عام ١٩٢٥ م.
حدث
رجل في الخمسين من عمره، بينه أبناء وبنات إخوته يحدثهم عن الأمجاد السابقة ويلومهم بتصرفاتهم الطائشة وأن جيلهم جيل الفساد والفراغ وأن من هم في جيل هذا الرجل الخمسِينيّ أفضل منهم بمراحل كما لو أنهم مُنزّلون من السماء!
تقدير وإحترام مني لكل الآباء والأقارب والأصدقاء ولكل من دَاعب الشيب رأسه وزاده وقاراً وإحتراماً، فلا نكران لفضلكم فيما نحن فيه الآن من رُقيٍّ وتطور وازدهار. ولكن فقد روى البخاري ومسلم في صحيحهما عن أبي هريره -رضي الله عنه- وهذا لفظ البخاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: ما من مولود إلّا يولد على الفطرة، فأبواه يهوّدانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه، كما تُنتِج البهيمةُ بهيمةً جمعاء، هل تحسّون فيها من جدعاء، ثم يقول أبو هريره -رضي الله عنه- فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيّم، إنتهى. من مدلولات الحديث أن لكل مولود أصلٌ واحد وأن المنزل هو من يحدّد مسيرة الطفل في حياته سوائاً بصُلحه أو فساده. وقد أثبتت الدراسات أن الطفل يتشكل على والديه حتى سن الثالثة فهو ناتج وليس معطى.
حين أرى طفلاً في الرابعة من عمره يرمي زجاجة المشروبات الغازية في الأرض فأنا بالتأكيد لن ألومه هو، ففِعله مكتسب من المنزل و الأسرة وعندما أراه في كِبره يعمل نفس العمل فقد تحوّل الإكتساب إلى عادة والفضل يعود إلى صاحب الجيل القديم في التربية. في الواقع أنا لا أبرئ أبداً أبناء جيلي في أخطائهم فلهم عقول يفكرون ويميزون بها الصواب من الخطأ، ولكن حين يأتي أب بكل أنانيّة ويضع كل اللوم على هذا الجيل فهو مخطئ فنحن نواتج أيديهم فتنقّوا أفضل ما تُطلِقه ألسنتكم و تلطّفوا مع أبنائكم قبل لومهم ولا تنسوا أنفسكم.
أعتذر منكم مجدداً، فناتج كتابة حروفي بسببكم أيضاً، فنحن أنتم...